من قال أن المرأة القوية لا تحتاج؟
ليس من السهل أن تكوني قوية وصامدة رغم الرياح العاتية خاصة في مجتمع عربي كمجتمعنا هذا، عوض أن نعتز لكوننا متينات نحن نعاني. الكل يرانا على أننا خط أحمر لا يجب الإقتراب منه وكأننا ألغام أو ربما نحن كذلك بالفعل فحذاري الدوس علينا لأننا سننفجر.
تمر أيام على المرء يشعر فيها بالضعف والإنهيار وهذا حتما يشملنا نحن النساء القويات أيضا، هناك أوقات نضعف فيها نحتاج لمن يأخد بيدنا ونحتاج لحضن ننسى فيه أننا محاربات، نحتاج لبرهة نضع فيها أسلحتنا أرضا من أجل السلام والحب.
وبالحديث عن الحب، أن تحب المرأة القوية في مجتمع عربي جاهل هو بمثابة سقوط لها حتى أنهم ينتظرون تلك الفرصة بفارغ الصبر ويستغلونها أحسن استغلال.
منذ متى كان الحب ضعفا؟
منذ أن وجد داخل مجتمعات أكاد أجزم أنها حلبة قتال إن لم تقاتل تصبح أنت الضحية فيها، مجتمعات لا تعرف عن الحب سوى أنه كلمة من حرفين الحاء فيها حرب والباء بؤس، أما المرأة فهي بمثابة فريسة سهل افتراسها إن لم تتجبر، لكن منا من اخترن دور المرأة الحرون المنطلقة كنيزك وهاج تشق طريقها ورغم ذلك يظل لبها كومة حنان وعطف وقد تحتاج لسند تتكئ عليه في لحظة ضعفها وهذا لا يعني نقص أو سقوط بل هي طبيعة الإنسان وأمر عادي أن نحتاج لحضن نرتمي فيه وسط كل هذه الحرب نحتاج إلى الحب، حتى اللبؤة تحتاج لأسدها رغم قوتها كذلك المرأة القوية فهي ترغب بشخص بجانبها يزودها بالقوة لكن هذه المرة قوة الحب.
لكن كاللبؤة تصادف المرأة القوية ضباعا يستغلون نقطة أن المرء يحتاج للحب فيتربصون من بعيد وهم يلقون فتات الحب الزائف حتى يتأكدون أنها غرقت في بحر أوهامهم فيتجبرون ويستمتعون بفحولة كاذبة.
إن ضباع مجتمعنا يربكهم وجود نساء قويات لذا يسعون وراءهم لتحطيمهم باسم الحب وينسون أن الضباع تبقى ضباع ومهما فعلوا سنبقى لبؤات نزأر في وجههم.
أحيانا نلعن احتياجنا ذاك مرة ونلعن الحب مرتين بل نلعن حتى طبيعتنا كوننا عطوفات فتبا لنا وتبا لضباع تتاجر في القلوب وتبا لمجتمع تكثره الضباع، فعزائي وعزاؤكم واحد على حب قتله الجهل ودفنته الرعونة.