يُقال بأن الزمن يُنسي وأن النسيان يشفي العليل، لكن الأمر كان مختلفا معي، مع كل ثانية تمر علي إلا وتزيدوني ألما وجروحي تزداد، وإذا أردت أن أنسى لا أجد لذلك سبيلا.
أقلب قلبي في البحث عن البديل فلا أستطيع، يقولون بأنه يوجد من الشبه أربعون لكن لا يوجد ما يشابهها أو يضاهيها إما جمالا أو أخلاقا، لكن حينما يصير الفراق شيء مرغوب في بدواع كثيرة فغالب يكون ذلك راجع إلى أن الحب من طرف واحد لا ينبت فسائل العشق..
كنت أُكذب من يقول بأن الفراق صعب، قرأت كثيرا من قصص الفراق لكن لن أدرك وقتها ألمه، حتى وإن كانت قصة ماجدولين واستيف أثر في كثيرا كانت كأني أنا المتخلى عنه، وأحيان كنت أشاهد بعض الدراميات التي كانت بالنسبة مبالغ فيها لأن ذلك مجرد خيال..
لكن حينما جربته ويا ليتني لم أفعل ذلك، حتى وإن كنت أنا المتخل عنه، لا أعرف لماذا هذا العذاب لقد قال لي صديقي في إحدى الأيام إن سبب تقديسنا للأشياء هو أننا نتصور أننا لا نستطيع العيش بدونها ونكره ونخلع من يعاديها، ولكن إن وجدنا غيرها تركناها، مهما كانت.
لكني لم أجد غيرها لأني بالفعل لا أستطيع العيش من دونها، إنها بالنسبة لي نصفيَّ الثاني..
أصبحت كالمجنون لا أفكر إلا فيك، لا أعرف ماذا اقترفت حتى تجازيني جزاء سنمار، ألم نكن نتواعد على أن لا يكون هذا بيننا، لماذا تركتني ورائك وذهبت بدون رجوع؟ لماذا ذهبتي وتركتي قلبي ينزف دما؟ هل سيكون لذهابك رجوع أم أنك ستختارين غيري من ذوي الجاه والنسب، لكن هل سيكون حبه لك كحبي لك؟
نحن البشر بطبيعتنا نحب أن نكون سعداء لا نفكر في غيرنا مهما كان يقاسي من صعاب حتى وإن كان ما حل به نحن السبب فيه، إذا كان حبنا يزداد لشخص أصابه مكروه من مرض وغيره مع كرهنا لما أصابه، لماذا لا نحب من يحبنا بصدق لماذا نتركه يقاسي لوحده؟ لماذا لا نواسيه كي نخفف عنه ما أصاب أم أن كمال العاشقين من الكفر.