أنا وطني..
تفقدت شوارع المدينة-
رياح الخريف، هدير المحركات، عمال على الرصيف، دخان، طفل، موعد
وأنت: أنا وطني..
“لست هنا” ضحك وتابع “عُد إلى منزلك”
صديقي بارع في الاختزال والاختفاء، يكنس برد الإسفلت من المدينة حين تدمى الروح
ويغني-
للميلاد القادم موعد-
“بل مواعيد كثيرة” يقاطعني محتجا ويردد “وطن، وطن ووطن…”
*****
“لست هنا بعد الآن…” ضحك-
ثم تابع
“عد الى منزلك… تركت لك الطريق مضيئا كي لا تخاف، وتركت فيك شعلتي،
أيقظ نور المدينة حين يخبو، ولا تنس-
أن الليل: طفلة، أم، أقصوصة…
وفارس أينما ذهب حل السلام وأن الليل -كما علمت طفلتي- أبدا لن يكون الظلام…
*****
أنا وطني
تلوت أناشيد دفني..
هذا كفني، هذه أرضي- سمائي أعلى من جميع السماوات ونبضي..
هذه أرضي: ليلة ممطرة، أخرى مقمرة وأهازيج العرس نحو الرياض مسافرة
هذه أرضي: ثوب الرضيعة، قطرات من دواء أمي..
هذه أرضي:
وطني، طفلة تتبعني
“في الذاكرة أنت الزيتون وأنت التين وأنت الروح الأمين- لا تلعن الآفلين..”
*****
صديقي بارع في الاختزال والاختفاء، يكنس برد الإسفلت من المدينة حين تدمى الروح
ويغني-
للميلاد القادم موعد-
“بل مواعيد كثيرة” يقاطعني محتجا ويردد “وطن، وطن ووطن…”
*****
– حدثيني عن المقدس
“أسئلتك كعادتها صعبة…” تضحك، تفكر قليلا، تحمر وجنتاها خجلا…
– هو سرنا الصغير، رجاء لا تخجلي…
ترحل برؤاها إلى الأفق، إلى البداية والنهاية فينا…
“أن تسافر فتولد في تفاصيلي، أن تتوهج في ملامحي ولا تنطفئ أبدا… أليس ذاك ما يعنيه المقدس؟”
– أظن ذلك…
– حقا، نحن مخلوقات جميلة…