منهكون يا هوى كان معروفا أن الجمال تهيج شتاءاً، وتنسى مآسي صيف الصحاري، لكن يبدو أن البعض من مسؤولينا المبجلين تهاطل عليهم غيث السماء وأنساهم قحط الخزينة وجفاف منابع تلهية المواطنين، فمثلا وزير المجاهدين تغنى باعتماد جمعية لأحفاد الشهداء، ولايعلم أن الطماطم أصبحت كالدواء، وقريبا تباع في الصيدليات.
ما الذي ستقدمه هذه الجمعية للأمة مثلاً؟ هل ستغير العالم يا معاليه؟ باسم الشرعية الثورية احتلت المناصب والمشاريع على حساب أصحاب الكفاءات الذين غادر ـ ميسوروا الحال منهم ـ البلد وماتت طموحات من بقي هنا، في هذا المركب السكران، الذي يطوف بنا بين أمواجه ولياليه العالية والخالية ولاندري أين سيطوح بنا.
أين الأرشيف الذي وعدتم باسترجاعه؟ ألا يمثل هذا جزءا من تاريخ ثورة هذا الشعب الذي تتحدثون باسمه؟
أم أن دور الوزارة مقتصر على إحياء المناسبات الوطنية وتمويل الأفلام الرديئة التي لم يتسن لها بهذا الكم من المليارات وهذه التقنيات الجديدة أن تقدم ما قدمه حمينة…
أعتقد أن المواطن الآن في ظروفه التي تستحق الرثاء، بل تستحق الندب بالقرداش، سيفرح بتحويل وزارة المجاهدين إلى جمعية تابعة لوزارة الثقافة، عل وعسى توفر بعض المليارات لدعم أسعار المواد الضرورية، ولم لا مادامت نشاطات الوزارة تقتصر على قبول إعتماد الجمعيات وإحياء الأعياد الوطنية، سيكون من السهل احتواؤها وضمها لوزارة الثقافة، وهكذا يكون للتقشف معناً حقيقي، ويكون حفيد الشهيد ملزما ببعث روح جده النضالية من أجل إحياء البلد لا البحث عن تمجيد رموز لن تحل مشاكلنا الآنية، ويكون لزاما على مواطن آخر من – قارعة الطريق – أن لا ينهش لحم وزيرة التربية لأن لقبها لا يناسب البلد الثائر كما يزعمون، وهكذا يتهنى الفرطاس من حكان الراس.
هذا وخرجت أحزاب مجهرية ولجان المساندة خلال أسبوع كلهم يتحدثون عن برنامج الرئيس كأن التاريخ يعيد نفسه مناسباتيا.
هذا وخرجت علينا لجنة مراقبة الانتخابات بخطاب جدي وكأن الإدارة غير التي عودتنا على التزوير منذ عام الطين والبلل.
هذا وخرج علينا غول يقول إنه من هدايا نحناح للأمة ومن حسنات الرئيس، ونسي أن يلعن بليس كون المشاريع المغشوشة في عهده بانت عورتها وتسببت في خسارات كثيرة.
هذا وخرج علينا وزير يقول أن المستشفيات الجزائرية أفضل من المستشفيات الأمريكية متناسيا أنهم يختارون المستشفيات الفرنسية للتداوي من الصداع.
هذا وتواصل سونلغاز قطع الكهرباء على مواطني المناطق المعزولة لأنهم عجزوا عن دفع فواتير الشتاء يعني الزلط والظلمة ومع هذا تريدون من هذا المواطن أن يذهبَ يوم الفوط بثياب نظيفة لإختيار من يدافع عنه في البرلمان؟
هذا وخرج علينا وزير يطلب من الأئمة فتح حسابات فايسبوكية لتوعية المواطنين من أخطار التشيع والإلحاد والأحمدية..
جميل لكن أليس حريا بهم محاربة السلفية المتطرفة أولا؟
هذا وعجزتم عن جلب مدرب جيد على الأقل لننال بعض الفرح المسروق طبعا بإمكانياتنا فنحن مواطنون صالحون ولعن الله من تسبب منا في قحط الخزينة…
هذا وأعتقد أنكم تدورون في فلك والمواطنون في فلك ولا شيء يربطكم غير المهماز الذي يصب على جباه الغلابا.
هذا وننتظر المهدي.. المهدي الجزائري لتخليصنا.. ليس منكم بل منا.. فلا أحد يستحق الفناء غيرنا. هذا ويتساءل مواطن من أقصى المدينة، هل نحن أعداؤكم في السلم؟
كاتب التدوينة: جلال حيدر
2 تعليقات