أتساءل ما هو الحب؟! وهل الكل يحس بنفس الإحساس عندما يحب أم لكل طريقته! هل هو حب واحد أم هو أنواع! ولم لا يستطيع الآخر تقبل ما نفعل بالرغم من أنه بدافع الحب وبالرغم من أنه هو الآخر يحبنا! هل لأن حبه غير حبنا أم هو اختلاف في درجات الحب!.
إن الحب واحد مادام حقيقيا وصادقا فهو حب كامل يجعلك ترغب في البقاء مع من تحب لبقية عمرك، يجعلك تحن مهما قسيت، تسامح مهما انزعجت، تتذكر مهما نسيت وتخلص مهما حاولت. إنه يرفعك لدرجات أنت نفسك لا تفهم ماذا يحدث شيء ما بداخلك يجعلك متمسكا بذاك الشخص حتى إن رغبت في التخلي عنه.
لكن ماذا إن أحببت بكل ما فيك شخصا لا يحبك! ماذا إن هويت شخصا لأمرك غير مكترث! ماذا إن رغبت بمن لا يرغب بك! ماذا سنسمي هذا أهو الآخر حبا! نعم هو كذلك لكن سهم الحب أصاب قلبا واحدا لا اثنين وفي هذه الحالة يسبب ألما قد يصل لدرجة يدمرك فيها، قد يجعلك ترغب في امتلاك ذاك الشخص بأي ثمن كان وقد يؤدي بك إلى فعل أشياء أنت نفسك لا تفهم كيف فعلتها كما قد يحدث أن تبتعد وتودعه وأنت على يقين أنك تذبح نفسك، إن بعدنا عن من نحب يميتنا إلى أقصى حد حتى وإن نكرنا ذلك.
الحلاوة والمرارة حبلان والحب طائر يغرد على الإثنين وقد يحدث ويضع رجلا هنا وأخرى هناك لتمتزج الحلاوة بالمرارة وتتضارب المشاعر مع بعضها دون أن نفهم ماذا يحدث، الحب في أوله سكر كل ما فيك ينط فرحا خاصة عند أول شيء فيه بحيث نصعق عند أول لمسة، نشل عند أول قبلة، نسافر عند أول نظرة ونذوب عند أول “أحبك”..
هذه الأشياء الأولية غالبا ما تأخذ حيزا كبيرا في ذاكرتنا وفي كل مرة نسرح فيها نكون نفكر فيها لنحيي ما شعرنا به في تلك اللحظة وننام ونحلم بها لنعيش نفس التجربة من جديد كما ترتسم على وجهنا ابتسامة ما إن نتذكرها وهي نفسها الأشياء التي تتحول إلى آلام يهتز قلبنا كلما حضرت في بالنا، آلام نتمنى أن ننساها كي نشفى وكي ننهض مرة أخرى آلام لا نستطيع دفنها لمكانتها في قلبنا لذا نتركها تنهش من ذاكرتنا ونتركها تنزف حتى نعتاد فهي لا تنسى لأنها تركت ندوبا بارزة لكنها لم تمت فهي مازالت حية تنبض في زاوية ما من ذاكرتنا.
تبدأ معاناتنا عند أول دقة قلب، فعندما نحب نحن ننتظر حبا كالذي قدمناه ننتظر من الطرف الآخر أن يحبنا بنفس القدر لذا أحيانا نستغرب بل ونتألم من بعض الأشياء لأننا نعلم جيدا أننا لن نستطيع نحن فعلها طالما نحب ذاك الشخص ونعتبر أنه لا يحبنا كما نفعل نحن..
في الحقيقة هناك أشياء إن قام بها شخص نحبه تدل على أنه غير مكترث لأمرنا حتى وإن كان يحبنا لن يكون بنفس القدر الذي نحبه نحن ويجب هنا ألا نلتمس أعذارا ونقول هناك فرق في طريقة الحب وكل يحب على هواه لأن هناك أشياء لا يستهان بها قد نسامح المرة الأولى لا أكثر كما يقال إننا نتألم بالقدر الذي نحب فإن قدمنا حبا كبيرا وأخذنا القليل سنتألم حتما حتى وإن لم نظهر ذلك.
مجرد التفكير في الأسباب التي تجعلهم يعاملوننا بهذا الشكل يقتلنا والتشكيك فيما إن كنا نستحق أو لا ينهينا، إن القلوب هشة يجب أن نرأف بها فما يزيد دقاتها اليوم قد يسكتها غدا وليس هناك أقسى من أن تلتزم قلوبنا الصمت وهي على قيد الحياة فمن أحب فليخلص ومن لم يحب فليبتعد إننا حقا نتألم إن أحببنا ولم نحب وهذا الألم يقتل كل شيء حي بداخلنا فعذرا لمن دخل حياتنا وأحبنا بعد موتنا لأننا لا نملك شيئا نقدمه له.
ليس مهما كم مر من الوقت ونحن نحب المهم إلى أي درجة وصلنا ونحن نصعد سلم الحب قد نمضي ستين سنة في عتبة السلم وقد نبلغ القمة في يومين، الحب لا يحتاج لقيود أو شروط ليكون حبا فنحن نحب ونحن نجهل السبب أصلا. إن الحياة متعبة والحب بمثابة مشروب طاقة أو بروتينات تزود جسمك بالقوة من أجل الاستمرار وإلا ستجد أنك استنزفت كل ما تملك من جهد وقد تنهار في أي لحظة وتغدو جثة تمشي.