حينما بدأت صناعة محتواي الخاص ونشره بمواقع التواصل الاجتماعي أحسست بنشوة أولية وبفخر شديد كوني أصنع شيئا شخصيا وأقدمه للعالم، أعبر فيه عن خوالجي وأفكاري عن طريق موهبتي وقدراتي التي من علي الله بها.
كانت بداية مشجعة حقا حينما نبدأ من اللاشيء لنصل إلى “شيء”، كانت تعليقات الناس الأولية ممتازة وانطباعاتهم جد محفزة ودافعة نحو الأمام، فقررت حينها خوض غمار التجربة والاهتمام بمحتواي، لكن لم يكن اهتماما سليما بالمرة فقد كانت العشوائية تطغى على كل شيء، العشوائية في الأداء والتصميم وحتى في النشر والإشهار، ذلك كون فكرة “الشهرة” بدأ ربما بدأت تحاول أخذ حيزها من مخي وتطغى على مبادئي وأفكاري وتغير مجرى نيتي وأهدافي الأولية، فأصبحت أهمل موهبتي وأهتم بشكل أكبر بالتسويق بأي شكل من الأشكال..
كانت خطوة غير ناجحة بالمرة تحطمت بعدها وصدمت من تغير وجهة نظر الناس حول ما أقدمه وانطباعاتهم واهتمامهم الذي بدأ بالإضمحلال حتى العدم، فقررت التوقف بشكل نهائي ونسيان فكرة الموهبة ونسيت طموحاتي وأهدافي الأولى قبل البدء بتقديم المحتوى.
بعد فترة من الزمن والتي كانت طويلة شيئا ما، لم أستطع التوقف نهائيا وكان ما قمت به هو تغيير المحتوى بصفة نهائية وتغيير نمط التفكير ونمط التقديم لكن لم تكن فكرة مستحسنة أيضا وسرعان ما فشلت من جديد
بعد الفشل هناك مرحلة أحببت أن أسميها “صداقة الذات” حينما بدأت الحديث مع نفسي كثيرا وطرح الكثير والكثير من الأسئلة عليها ووضعها في سياق الموضوع وتوبيخها وكذلك تشجيعها، فوجدت أنني حقا بإمكاني المضي قدما إن آمنت بما أستطيع فعله وقمت به دون خوف ولا رياء ولا غايات مادية أو اجتماعية، فقط لإشباع تلك الحاجة الداخلية لدي.
آمنت بقدراتي وبطاقتي وبأن هناك شيء ما بداخلي أجيد فعله وسأكتشفه مع الوقت والتدريب، فصرت مهووسا ببعض الهوايات والأعمال ووجدت نفسي أميل أكثر لإحداها فاتخذتها سبيلا وحاولت تطوير نفسي فيه، ذاك التطور الذي لا يبدو ملحوظا إلا بعد شهور من الإنجازات والعمل الدؤوب مع النية الخالصة والصادقة التي لا يشوبها طمع ولا غرور.
كانت فعلا عملية ناجحة قفزت بعدها قفزة نوعية بالنسبة لي. أصبحت راضيا شيئا ما عن نفسي وعن ما أقدمه للناس، وهم بدورهم أصبحوا يبدون انطباعات أفضل وتشجيعات أكثر حينما بدا لهم أني أحاول بذل مجهود لتطوير نفسي والارتقاء بموهبتي.
هوسي بهوايتي جعلني متعلقا بها لحد الجنون، أتدرب ليل نهار في أي مكان فقط لأنني أصبحت أحب ما أفعل وأحاول تقديم الأفضل لأشعر بالرضا عن ذاتي والذي أستمده من انطباعات المتتبعين لما أقدم.
وعلى ذاك المنوال سرت بكل ثقة، بعد أن اكتشفت أن السبيل إن حُفَّ بالحب فسيسهل وييسر ولو احتاج لوقت طويل، فلست أنتظر شيئا حقا منه سوى أن أشاهد نفسي تتطور يوما بعد يوم ومحتواي يرقى للعلى في أعين الناس وفي قلبي.
فأوجه رسالتي لك صديقي ولك صديقتي، إن كنت مثلي ذا محتوى مهذب وجيد، مهما كان مستواك واصل واسقيه حبا وأملا وعملا، وابثر فكرة الشهرة والغايات المادية والمحدودة بشكل نهائي، ركز على محتواك وركز بأعمالك واجتهد وستصل يوما مهما بدت لك الطريق بعيدة وكل تلك الغايات التي كنت تلاحقها ستلاحقك يوما ما دون أن تشعر، ستحدث طفرة يوما ما وستصل لكل غاياتك وطموحاتك باستحقاق وجدارة.
تعليق واحد