ستيفن كوفي (Stephen R. Covey) ستيفن ريتشاردز كوفي (24 أكتوبر 1932-16 يوليو 2012).
كان ستيفن كوفي معلمًا أمريكيًا ومؤلفًا ورجل أعمال ومتحدثًا رئيسيًا، يحمل شهادة ماجيستر في إدارة الأعمال من جامعة هارفارد الأمريكية.
كتابه الأكثر شعبية هو The 7 Habits of Highly Effective People.
في عام 1996، صنفته مجلة تايم كواحد من أكثر 25 شخصية مؤثرة.
كان أستاذاً في كلية جون إم. هانتسمان للأعمال في جامعة ولاية يوتا في وقت وفاته.
يقول ستيفن كوفي في كتابه (العادات السبع للناس الأكثر فعالية): “كلَّمَا اِنخرط الناس في اِستخدام الحلول اَلسَّريعة، واَلتَّركيز على الْمشكلات الخطيرة والآلام التي تسببها، أدَّت هذه الحلول إلى تفاقُمِ المشكِلات المُزمِنَة”.
هُنا في هذه النقطة تحديدا دون غيرها، يظهر ذلك التحايل الجماعي على الذات الكونية، بحيث يسعى أحد الجماهير التي تسكن هذا الفضاء الأرضي إلى المغالاة في تشرُّبِ الوهم، مستندَةً إمَّا على جلْدِ الذات عينها، أو التركيز على إزاحَة معالِم المنافسة بواسطة ارتداء ثياب الوَهَن، الضعف وإثارة الشفقة.
غالبا خلال القرنيْن العشرين والواحد والعشرين، برزت جماهير أغلبها ينتمي إلى ما يُسمى بعوالِم الجنوب، تتاجِر بشكل حتمي بغلاف إثارة الشفقة، فتلعب دور الضحية معتَمِدَة على رصيدها الفظيع مِن الجرائِم التي تم ارتكابها في حق الأجيال المختلفة المنتسبة إليها، ممَّا أعطى الحق للكثير مِن الأوصياء، للتدخُّل في حيوات سكَّانها بشكل مصيري.
هذا النمط مِن العيش والانتساب، يحدث حسب ستيفن كوفي مع الذات الفردية، أو ما يُمكن تسميته بالعيِّنة المصَغَّرَة للجماهير، ألا وهو الفرد ذاته، بحيثُ يصبح الإنسان عرضة للتجارة بالشفقة التي تصدر على حالِه، مستغلا هذه الوضعية، بالاستناد على أسباب لم يصنعها هو بالذات، بل تعرَّض لها فقط، فيتَّخِذُ منها وسيلة للعيش وأداةً للبقاء.
ستيفن كوفي وما يدفعنا إلى الاستمرارية
وبما أنَّ هذه الحِيَل سواء كانت على نطاق الجماهير أو على مستوى الأفراد، هي خالية مِن المثيرات المركزية التي توفرها المنظورات الفكرية والتي انبثقت عن الأخلاقيات الأساسية للشخصية، فإنَّها تبقى مجرَّدَ بقايا لمسكِّنات ظرفية لا تحمل بين ثناياها القدرة الهائلة التي تدفع الجمهور/الفرد نحو الاستمرارية.
لقد حملت الحِكمَة الصينية على سبيل المثال تلك الطاقة الأخلاقية لقرون، جعلت الجمهور الصيني يحارب الزمان وينتصر على الأزمنة المتعاقبة لغاية اليوم.
كما حملت المؤسسات الدينية على اختلافها تلك الطاقة الروحية الأصلية مِن اليهودية إلى النصرانية وصولا إلى الإسلام الحنيف.
كما تبنَّت أوربا تلك العراقة التي مدَّتها بكافة الشروط والمبررات مِن أجل محاربة الفناء والتمسُّك بقِيمها المستمدَّة مِن جارها الشرق.
كما احتضنت ولا تزال أفريقيا تلك العلاقة المميَّزة بالأرض وما بعدها، لهذا لا تزال صامدَةً في وجه العالَم.
في حين حَمَلَت الكثير مِن الجماهير على أرض شمال أفريقيا أو شمال أوربا وحتى الكثير مِن سكَّان العالَم مثل أهل مدينة القدس، ومنطقة الجليل، وسكان المكسيك، كوبا ومعظم مناطق أميركا الجنوبية الطاقة نفسها التي يشرحها ستيفن كوفي بجدارة، تلك الطاقة التي تجعل الفرد/الجمهور يندفع في لحظات فراغه لإنجاز أو صناعة سبب جديد/قديم، يجعله يتشبَّثُ بالحياة.
سرُّ هذه الطاقة الحيوية يكمن في الحياة ذاتها..
وقد سبق وأن شرحه أيضا الزعيم الجرماني أودلف هتلر في كتابه كفاحي، على صفحات الجزء الثاني، حينما وصف تلك الرحلة التي حملته مِن فيينا إلى إقليم بافاريا، إذن ما يحدث للإنسان المعاصر، هو مواجهتُهُ لذلك السمِّ الحلو، الذي يجعَل منه عرضة لتقبُّل موته السريري بابتهاج الطفل عند تسلُّمِه لإحدى ألعابه الجديدة.
كلُّ جمهور/فرد لا ينطلق مِن الأفكار الدينية هو كالمحارب الذي رمى خوذته وكسر سيفه قبل بداية معركة بقائه على قيد المسار المقبول للحياة.
والمعركة الأساسية في هذا السرِّ الوجودي هي تلك التي يخوضها الفرد/الجمهور مِن أجل البقاء حيويا قادرا على الانخراط بين أمواج أيَّامِه انطلاقا ممَّا يصنعه هو، لا ما يقوم بتبنيه تحت ضغط تبريرات كثيرة.
قد يسأل أحدكم: لما الأفكار الدينية تحديدا؟
وأجيب: يجب أن تكون أفكارا دينية وسماوية أيضا، لأنَّها الطوق الأخير لنجاة البشر كما يبدو.
فالفكرة التي لا تزال صامدة دون حتى أن تتزحزح رغم هذه الحروب التي شنَّت وتشنُّ عليها خلال قرون، هي الوحيدة كما يبدو التي تملك القدرة على منح أتباعها والمنتسبين إليها تلك البصيرة التي تجعلهم يفرِّقون بين الأبيض والأسود، بعيدا عن سذاجة التفسيرات الدينية الخرافية، وبعيدا من جهة ثانية عن سحر عداوة الديانات وملهاته.