مدوناتمدونات الرأي

الإعلام المغاربي وحماية الذاكرة الجماعية

الإعلام المغاربي وحماية الذاكرة الجماعية


الذاكرة الجماعية المغاربية هي رصيد ثقافي ومجموعة من المورثات والأعراف والأحداث التاريخية المكتوبة أو الشفهية التي تناقلتها شعوب شمال أفريقيا.

فأي قراءة موضوعية لتاريخ المنطقة سنكتشف إننا شعب واحد وأمة واحدة داخل نطاق جغرافي واحد نجتمع بمختلف تلاويننا واتجاهاتنا وأعراقنا تعايشنا لعدة قرون نتقاسم نفس الهموم والتاريخ وحتى الرؤية المستقبلية.

لقد حارب أجدادنا الاستعمار الامبريالي ومدو بعضهم البعض بالجهد والعتاد والنصرة وتوحيد الدعاء، فالكهل والمرأة والرجل والطفل كلهم كانت لهم بصمة ولو رمزية في طرد المحتل.

تاريخنا وذاكرتنا الجماعية مليئة بالأعلام ذات التاريخ المجيد التي شكلت لنا نبراسا وفخرا لأمتنا الواحدة، حيث كانت ثمرة من ثمرات الوعي والإدراك المغاربي بحتمية المصير المشترك والتعاون الاستراتيجي.

هذا التعاون نتج عنه عمل وطني مغاربي اتخذ أشكالا نضالية وبطولية متعددة بين شعوب المنطقة وأسسوا لنواة إحياء أواصر الإخوة الراسخة في الوعي الجمعي المغاربي.

فالاتحاد بيننا تولد عنه تحريرنا من قبضة المستعمر والانعتاق نحو الاستقلال بطعم الوحدة ودماء الشهداء.

الإعلام المغاربي وحماية الذاكرة الجماعية

الذاكرة الجماعية هي المفتاح السر لإعادة إحياء تراثنا المشترك التي يجب العمل عليها والاجتهاد فيها وعنها واستحضارها في الإعلام والمناهج الدراسية وغيرها، فهي كنز استراتيجي يخولنا التخندق حولها والتحصن بها للحفاظ على هويتنا المغاربية المشتركة.

وبالتالي نحن الشباب المغاربي يجب أن نحمل هم هذا الإحياء وترميمه وتوحيد الجهود فيما بيننا لتثبيته وتقنينه بشكل علمي ونشره عبر القنوات التواصلية والإعلامية.

يجب علينا أيضا العمل على إعادة بناء هذا الوعي الحضاري والثقافي ونفض غبار المناطقية المتعصبة والتوجه نحو التكتل والوحدة  بشكل إرادي لأنه أصبح ضرورة اقتصادية وسياسية وثقافية ملحة لا تحتمل التأخير.

فكلما تراكم التشتت والتراخي والتفرقة إلا وكانت ضريبته أخطر على مجتمعاتنا المغاربية.

الرهان والواجب الملحين على عاتق الشباب المغاربي في الحاضر والمستقبل هو حماية الذاكرة الجماعية من المحو والنسيان وإحياء بقاياها من زلزال التفرقة والتغريب الثقافي.

هذه المبادرة الشبابية المتمثلة في انطلاق هذا المشروع الإعلامي الواعد – الإعلام المغاربي الجامع، ما هي إلا إحساس بهذه المسؤولية الجسيمة والنبيلة ووعي بضرورة تبني فكرة مشروع صيانة هذه الذاكرة وليكن شعارنا المرحلي هو الاشتغال والتصالح مع التاريخ والهوية لصيانة “الذاكرة الجماعية المغاربية” من التخريب والعبث المتعمدين.

ولتكن المنطلق نحو مستقبل يعيدنا إلى مكانتنا الرائدة بين الأمم.

جميع المقالات المنشورة تُمثل رأي كُتابها فقط، ولا تُعبر بالضرورة عن ام تي اي يوث.

أظهر المزيد

عادل القطبي

مدون مغربي مقيم في أمريكا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى